الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

ما هي الجنة


يقول رب العزة سبحانه:  وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين   [آل عمران:133].

دعوة من الله سبحانه لعباده أن يسارعوا إلى كل خير وإلى كل عمل صالح، حتى يفوزوا بمغفرة الله والجنة. وقدّم المغفرة على الجنة - كما قال العلماء - لأن السلامة تطلب قبل الغنيمة وأصحاب الجنة هم المتقون.

فما الجنة؟ ولماذا؟ وما صفة الداخلين إليها؟ وما صفتها؟ وما أسباب دخولها؟

أما الجنة:

فهو الاسم العام المتناول لتلك الدار، دار رب الأرباب وملك الملوك، التي أعدها لعباده المؤمنين من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وأهل التوحيد من أمة محمد عليه الصلاة والسلام بعد أن يطهرهم رب العزة سبحانه من ذنوبهم.

وسميت الجنة جنة، لأن الداخل إليها تستره بأشجارها وتغطيه.

وينبغي أن تعلم:

أن هاهنا إشكال أورده البعض في قول الله تعالى:  وجنة عرضها السماوات والأرض   [آل عمران:133]. فإذا كانت الجنة عرضها السماوات والأرض فأين تكون النار. أورد ابن كثير رحمه الله تعالى رواية عن الإمام أحمد: أن هرقل كتب إلى النبي عليه الصلاة والسلام يقول: إنك دعوتني إلى جنة عرضها السماوات والأرض، فأين النار ؟! فقال عليه الصلاة والسلام: ((سبحان الله، فأين الليل إذا جاء النهار؟))([1]). إذا جاء النهار غشى وجه العالم في جانب، ويكون الليل في الجانب الآخر، فكذا الجنة في أعلى عليين، والنار في أسفل سافلين([2]). كذا قال ابن كثير رحمه الله تعالى.

سمى رب العزة الجنة بأسماء باعتبار صفاتها:

أ- دار السلام: قال تعالى:  لهم دار السلام عند ربهم  [الأنعام:127]. ذلك لأن الداخل إلى الجنة قد سلم من كل آفة ومن كل بلاء ومن كل مكروه، فلا تنكيد ولا تنغيص. لقول النبي : ((ويؤتي بأشقى أهل الدنيا من أهل الجنة، فيغمس غمسة في الجنة، فيقال له: هل رأيت شرا قط؟ قد مر بك شر قط؟ فيقول: لا والله، ما رأيت شرا قط ولا مر بي شر قط))([3]).

ب- جنات عدن: وصدق الله العظيم:  جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا   [مريم:61]. العرب تقول: عدن الرجل في المكان: أي أقام فيه فلم يرتحل. وكذا الداخل إلى الجنة، لا يرتحل عنها أبدا، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((فيؤتى بالموت يوم القيامة على صورة كبش، فيقال لأهل الجنة والنار: أتدرون ما هذا؟ فيقولون: نعم إنه الموت، فيذبح بين الجنة والنار، ويقال لأهل الجنة: خلود فلا موت، ويقال لأهل النار: خلود فلا موت، فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم))([4]).

ج- جنات النعيم:  إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم   [لقمان:8]. ذلك لما في الجنة من اللذائذ والأطايب التي أعدها رب العزة لأوليائه، ظاهرة وباطنة.

وأما لماذا الجنة؟ فلا بد من الجنة:

حتى لا يستوي الصالح بالطالح، ولا المحسن بالمسيء، ولا المؤمن بالكافر، ولا المظلوم بالظالم، وصدق الله العظيم:

 أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون  [القلم:35-36].  لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون  [الحشر:20].

فإذا كانت الموازين قد اختلت في الأرض.

يوما  تريك خسيس  النار مرتفعا            و يـوما تخفض العـانـي

أما  ترى البحر تطفو فوقه جيف            وتستـقر بأقصى قعره الدرر

وكم على الأرض أشجارا مورقة            وليس يرجم إلا من به ثمـر

فإن موازين السماء لن تختل أبدا:  ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا  [الأنبياء:47].

حتى يعوّض رب العزة سبحانه المحسن عن إحسانه، والمجاهد عن جهاده، والصابر عن صبره، والمحتسب وجه الله عز وجل في كل بلية جرت عليه. في الحديث القدسي يقول الله سبحانه: ((يا ملك الموت، قبضت ولد عبدي، قبضت قرة عينه وثمرة فؤاده؟ فيقول: نعم، فيقول رب العزة: وماذا قال عبدي؟ يقول: حمدك واسترجع: (أي قال: الحمد لله إنا لله وإنا إليه راجعون) فيقول رب العزة سبحانه: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسمّوه بيت الحمد))([5]).

ويقول رب العزة سبحانه في الحديث القدسي: ((إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه – أي بعينيه – فصبر، عوضته منهما الجنة))([6]). وهذا أصل في التربية عظيم، بل هو البلسم الشافي لجراحات القلوب.

لأنها أمنية الصالحين، ومهوى أفئدة السالكين، فما دمع العين ولا حرقة القلب ولا انزعاج الجوارح إلى العمل بطاعة الله عز وجل، إلا لنيل تلك الجنان. فعند ذكرها تهون المصائب ويلذ الجهاد بل الموت في سبيل الله.

أخي إن مت نلق أحبابنا                     فروضات ربي أعدت لنا

وأطيارها رفرفت حولنا                     فطوبى لنا في ديار الخلود

عندما حضرت بلال  الوفاة، قالت زوجته: واحزناه! قال: بل قولي: وافرحتاه! غدا نلق الأحبة، محمدا وصحبه.

وأما صفة الداخلين إلى الجنة:

في سنهم وخلقهم: يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام: ((يدخل أهل الجنة على سن ثلاث وثلاثين، على خلق آدم عليه السلام ستون ذراعاً في عرض سبعة أذرع))([7])، ابن القيم رحمه الله تعالى يقول: وهذا السن أبلغ ما يكون العبد فيها من القوة، وبكمال القوة يكون كمال التلذذ والاستمتاع بما أعده رب العزة سبحانه.

في تنزههم عن الفضلات والأذى: يقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يتفلون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك))([8]). سأل رجل من أهل الكتاب رسول الله عليه الصلاة والسلام عن أهل الجنة، فقال عليه الصلاة والسلام: ((ويعطى الرجل في الجنة قوة مائة رجل في المطعم والمشرب والجماع: فقال الرجل: يا محمد، أين تكون الفضلات بعد ذلك؟ فقال عليه الصلاة والسلام: تكون رشحا ويكون الرشح مسكا)). تكون عرقا ويكون هذا العرق مسكا بقدرة الله عز وجل.

في تطهيرهم في ظواهرهم وبواطنهم: قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((وعند باب الجنة شجرة، يخرج من أصلها عينان، إذا شربوا من الأولى جرت عليهم نظرة النعيم، وخرج منهم ما في داخلهم من كل بأس وأذى، وإذا اغتسلوا من الثانية لم تشعث أشعارهم أبدا))([9]).

قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((أهل الجنة يدخلون الجنة جماعات جماعات لقول رب العزة سبحانه:   وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا  )) [الزمر:73]

يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: كل أهل طاعة يحشرون ويأتون الجنة كجماعة لحالها، وذلك مما يؤنس بعضهم ببعض ويقوى بعضهم بعضا ويفرح بعضهم ببعض. وأهل النار والعياذ بالله يساقون إلى النار جماعات:  وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا   [الزمر:71]. يقول ابن القيم: وذلك حتى يلعن بعضهم بعضا ويتهم بعضهم بعضا ويسب بعضهم بعضا، وهذا أبلغ في الهتيكة والخزي بأهل النار من أن يذهبوا إلى النار واحدا واحدا.

وباب الجنة لن يفتح لأحد إلا أن يكون أول داخل إليها رسول الله عليه الصلاة والسلام، يقول عليه الصلاة والسلام: ((آتي الجنة فأستفتح أي فأستأذن فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: أنا محمد فيقول: بك أمرت ألا أفتح لأحد قبلك))([10]). وهذا تعظيم لقدر نبينا عليه الصلاة والسلام وتكريم له.

وأما صفة الجنة:

1- في أبوابها: فهي ثمانية، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((من توضأ ثم أحسن الوضوء ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية))([11]). فهي ثمانية أبواب. وكل باب قد خصه رب العزة بطاعة، قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان)). فقال أبو بكر الصديق : بأبي أنت وأمي يا رسول الله، وما على أحد من ضرورة أن يدعى من الأبواب كلها؟ قال عليه الصلاة والسلام: ((لا، وأرجو أن تكون منهم))([12])، أي: وأرجو يا أبا بكر أن تكون ممن يدعى من الأبواب الثمانية.

2- وأما أرضها: فإن رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: ((إنها لبنة من ذهب ولبنة من فضة، بلاطها طينتها المسك، وترابها الزعفران، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، من يدخلها ينعم ولا يبأس، ويخلد ولا يموت، لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم))([13]).

3- ما يكون لأدنى أهلها منزلة وما يكون لأعلاهم منزلة، قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((يجيء آخر رجل ممن يدخل الجنة وقد نزل الناس منازلهم، فيقول له رب العزة: ادخل الجنة ،فيقول: يا رب وأين أكون وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم؟! فيقول له رب العزة سبحانه: أترضى أن يكون لك مثل مُلك ملك من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت يا رب. فيقول له رب العزة: لك ذلك ومثله ومثله ومثله مثله. فيقول في الخامسة: رضيت يا رب، فيقول: لك ذلك وعشرة أمثاله ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك)).

وأما أعلاهم درجة فيقول رب العزة سبحانه: ((أولئك الذين أردت - أي اخترت - ختمت كرامتهم بيدي، وأعددت لهم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر))([14]).

4- وأما أنهارها، فهي أربعة أنواع من الأنهار، يقول رب العزة سبحانه:  مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم  [محمد:15].

وأعظم أنهارها الكوثر، قرأ النبي عليه الصلاة والسلام:  إنا أعطيناك الكوثر   [الكوثر:1]. فقيل: يا رسول الله، ما الكوثر؟ قال: ((نهر أعطانيه ربي حافتاه من الذهب، حصباؤه اللؤلؤ والياقوت، آنيته عدد نجوم السماء، ترد عليه أمتي يوم القيامة، لونه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل، من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدا))([15]).

5- وأما حورها ونسائها: فيعلمنا المصطفى عليه الصلاة والسلام:

أ- عن مادة خلقهن: فيقول: ((خلق الله تعالى الحور العين من الزعفران))([16])، يقول ابن القيم: فإذا كانت الصورة الآدمية في حسنها وتناسقها مادة خلقها التراب: فكيف يكون حال الحور العين وقد خلقن من الزعفران هناك؟!

ب- في عفتهن: يقول رب العزة سبحانه:  وعندهم قاصرات الطرف عين   [الصافات:48]. عفيفات قد قصرن أبصارهن إلا عن أزواجهن، ذهب الحياء بخير الدنيا والآخرة.

ج-  في طهرهن:  وأزواج مطهرة   [آل عمران:15]. فلا حيض ولا نفاس.

د-  في حسنهن: يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام: ((يسطع نور في الجنة فيرفع أهل الجنة رؤوسهم فيرون حورية قد ابتسمت))([17]).

ه- في نكاحهن: قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((وإن المؤمن ليصل في اليوم الواحد إلى مائة عذراء))([18]).

ولكنه لا مني ولا إنزال ولا ما يوجب الغسل، قول النبي : ((لا مني ولا منية))([19]) أي لا إنزال ولا موت يكون في الجنة.

6- وأعظم عطاء الجنة هو النظر إلى وجه الله الكريم: لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((إذا دخل أهل الجنة الجنة: ودخل أهل النار النار، نادى مناد: يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه. فيقول أهل الجنة: ألم يبيّض وجوهنا؟! ألم يجرنا من النار؟! ألم يثقل موازيننا؟! فيكشف الحجاب، فينظرون إلى وجه الله الكريم، فما اعطوا عطاء أحب إليهم من النظر إلى وجه الله الكريم))([20]). وصدق الله العظيم:  وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة [القيامة: 22-23].  للذين أحسنوا الحسنى – أي الجنة- وزيادة  [يونس: 26]. أي وأعظم من الجنة هو النظر إلى وجه الله الكريم، كما قال الإمام مالك.

7- وأخيرا هنالك في الجنة أمنيات تتحقق. جاء رجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام يقول: ((يا رسول الله، هل في الجنة خيل؟ فإنها تعجبني، فقال عليه الصلاة والسلام: إن أحببت أتيت بفرس من ياقوته حمراء تطير بك في الجنة حيث شئت))([21]).

قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((إذا استقر أهل الجنة في الجنة، اشتاق الإخوان إلى الإخوان، فيطير سرير هذا إلى سرير هذا، فيذكران ما كان بينهما في الدنيا ويقول له: أتذكر مجلس كذا، جلسنا فدعونا الله أن يغفر لنا فغفر لنا))([22]).

وأما أسباب دخول الجنة؟

فينبغي أن تعلم أن الجنة غالية، والأمر يحتاج إلى جد لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((من خاف أدلج – أدلج بالطاعة - ومن أدلج بلغ المنزل..)) ((ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة))([23]).

والأمر يحتاج إلى تشمير، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((ألا من مشمّر للجنة، فإنها ورب الكعبة نور يتلألأ وريحانة تهتز وزوجة حسناء، فقال الأصحاب: نحن المشمرون لها يا رسول الله، قال: قولوا: إن شاء الله، فقال القوم: إن شاء الله))([24]).

والأمر يحتاج إلى عمل:  ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعلمون   [الأعراف:43].

لا دار للمرء بعـد الموت يسكنها             إلا التي كان قبل الموت يبنيها

فـإن بناهـا بخير طاب  مسكنه              وإن بناها بشـر خاب بانيهـا

لا  تركنن إلى الدنيـا و زينتهـا              فالموت لا شـك يفنيها ويبديها

واعمل لدار غدا رضوان خازنها              و الجار أحمد و الرحمن بانيها

قصورها  ذهب و المسك طينتها               و الزعفران حشيش نابت فيها

وتنافس في أعلى مقامات الجهاد: قال تعالى:  إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله   [التوبة:111]. فالمشتري هو الله، والبائع هو المؤمن، والسلعة هي الأنفس والأموال، والثمن هي الجنة، والطريق هو الجهاد.

وعلى الجهاد ربى رسول الله  أصحابه رضوان الله عليهم، حتى صار الموت في سبيل الله تعالى أسمى أمنياتهم وأغلاها، وهذا صحابي جليل ممن اشتاق إلى لقاء الله تعالى على أكرم صورة، هي شاهد صدق على حب الله تعالى الذي اختلط بدمائهم وعصبهم ولحمهم، هو الصحابي عبد الله بن جحش  وفي غزوة أحد يرفع يده ويدعو، وبماذا يدعو؟! ويا عجبا لما يدعو! يقول: اللهم إنك تعلم أنه قد حضر ما أرى، أي من التقاء الجيشين، فأسألك ربي أن تبعث إلي رجلا كافرا صنديدا قويا يقتلني ويجدع أنفي وأذني ويضعها في خيط، (زيادة في النكاية والتمثيل) ثم آتيك ربي فتقول: فيم ذاك يا عبد الله؟ فأقول: فيك يا رب، أي لأجلك يا رب قد فعل بي هذا.

ومن أبواب الجنة هو الإنفاق: يقول رب العزة سبحانه:  لن تنالوا البر – أي لن تدخلوا الجنة – حتى تنفقوا مما تحبون   [آل عمران:92]. قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((عندما خلق الله الجنة قال لها: تكلمي، فقرأت:  قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون واللذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون  ، فقال رب العزة سبحانه: وعزتي وجلالي، لا يجاورني فيك بخيل))([25]).

ثم الصلاة:

في الفرض يقول جرير بن عبد الله: كنا عند النبي عليه الصلاة والسلام، وكان القمر بدرا، فكان عليه الصلاة والسلام: ((إنكم سترون ربكم كرؤيتكم القمر – أي في الوضوح- لا تضامون في رؤيته – أي لا تملون- فإن استطعتم أن لا تغلبوا عن صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا))([26])- أي صلاة الصبح وصلاة العصر – وما أكثر تضييعنا لها.

في النافلة، قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((من صلى اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة بنى الله له بيتا في الجنة: ركعتان قبل صلاة الصبح، وأربعا قبل الظهر، واثنتان بعدها، وركعتان بعد صلاة المغرب، وركعتان بعد صلاة العشاء))([27]).

في قيام الليل:  تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون   [السجدة:16]. قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام))([28]).

ثم أن تلزم ذكر الله سبحانه، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((من قال: سبحان الله والحمد لله، غرست له نخلة في الجنة))([29]). وللحديث: ((لقيت إبراهيم ليلة أسري بي، فقال: يا محمد أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وإنها قيعان وإن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر))([30]).

الخلق الحسن: للحديث: ((ألا أخبركم برجالكم في الجنة: النبي في الجنة، والصديق في الجنة والشهيد في الجنة، والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله في الجنة، ونساؤكم من أهل الجنة الودود الولود التي إذا غضبت جاءت حتى تضع يدها في زوجها ثم تقول: لا أذوق غمضا حتى ترضى))([31]).

فضائل الذكر

يقول الله تعالى:  يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا   [الأحزاب:42]. وفضائل الذكر كثيرة.

فما الذكر؟، وما فضائله؟، وما مواطن ذكر العبد لربه؟، وما موقف المسلم منه؟

أما الذكر: فللذكر معنيان:

أ- عام: كل ما يتقرب به العبد لربه فهو ذكر لله عز وجل، فجوارح العبد لم تتحرك للطاعة إلا وذكر الله تعالى قد ساقها.

ب- خاص: هو ما يجري على اللسان والقلب من تسبيح وتنزيه وحمد وثناء على الله عز وجل.

وينبغي أن تعلم :

1- أن الوجود كله ذاكر لله مسبح له، قال تعالى:  وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم   [الإسراء:44].

أ- الجماد: قول النبي : ((هذا جمدان (اسم جبل) سبق المفردون، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيرا والذاكرت))([1]).

ب- الحيوان: قول النبي : ((فرب مركوبة خير من راكبها وأكثر ذكرا لله منه))([2]).

ج- الطير: قال تعالى:  ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير  [سبأ:10]. أوّبي: أي سبحي، والتأويب الترجيع فأمرت الجبال والطير أن ترجع معه بأصواتها.

2-أن الصلة بين الله وأوليائه صلة ود ومحبة: قال تعالى:  إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا   [مريم:96] وقال تعالى:  والذين آمنوا أشد حبا لله  [البقرة:165].

وقال تعالى:  يحبهم ويحبونه   [المائدة:54].

والمحب الصادق في حبه لا يحتاج إلى من يذكره بحبيبه وإلا فهي دعوى تحتاج إلى دليل ودليلها هو الذكر الدائم الممزوج بالفرح واللذة التي لا يعلمها إلا من ذاقها. يقول أحد السلف: لو يعلم أبناء الملوك ما نحن فيه من لذة لقاتلونا عليها.

وكيف لا يذكر العبد ربه وهو سبحانه:

مصدر كل نعمة: قال تعالى:  وما بكم من نعمة فمن الله   [النحل:53].

وقال تعالى:  وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها   [إبراهيم:34].

والقلب إنما ينخلع إلى الله وحده عند المصيبة: قال تعالى:  ثم إذا مسّكم الضر فإليه تجئرون  [النحل:53].

             يا من يرى ما في الضمير ويسمع                أنت المـعد لكل مـا يتوقع

             يا مـن  خزائن ملكه في قول كن                يا من إليه المشتكى والمفزع

وأما فضائل الذكر: فإن للذكر فضائل كثيرة منها :

لا طمأنينة للقلب إلا به، قال تعالى:  ألا بذكر الله تطمئن القلوب   [الرعد:28].

يستدرك العبد بالذكر تقصيره للحديث: ((أن رجلا قال: يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت علي، فأخبروني بشيء أتشبث به، قال: لا يزال لسانك رطبا بذكر الله))([3]).

3- مطردة للشيطان ووساوسه: للحديث: ((إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم فإن ذكر الله خنس، وإن نسي التقم قلبه فذلك الوسواس الخناس))([4]).

4- مغفرة للذنوب: فعن أنس : ((أن رسول الله  أخذ غصنا فنفضه فلم ينتفض ثم نفضه فلم ينتفض، ثم نفضه فانتفض، فقال رسول الله  : إن سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، تنفض الخطايا كما تنفض الشجرة ورقها))([5]).

5- غراس وبناء: عن ابن مسعود ، قال: قال رسول الله : ((لقيت إبراهيم عليه السلام ليلة أسرى بي، فقال يا محمد: أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء، وأنها قيعان (أي مستوية منبسطة) وأن غراسها سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر))([6]).

6- الحصن الحصين من الآفات والأمراض والشرور: للحديث: ((من رأى مبتلى فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا، لم يصبه ذلك البلاء))([7]).

7- معية الله ورحمته وتوفيقه لذاكره سبحانه: للحديث عن أبي هريرة  قال: قال رسول الله : ((يقول الله: أنا عند ظن عبدي بي وأن معه إذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم))([8]).

8- سبب للنجاة من عذاب الله: للحديث: ((ما عمل آدمي قط أنجى له من عذاب الله من ذكر عز وجل))([9]).

وأما مواطن ذكر العبد لربه: فالأصل أن ذكر الله عز وجل في كل حين يكون للحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان رسول الله  يذكر الله عز وجل على كل أحيانه))([10]) والذي نريد أن نؤكد جانب الذكر فيه، هي المواطن العملية التي تغفل فيها القلوب، ومن هذه المواطن:

1- عند النعمة: قال تعالى:  وبنعمة الله هم يكفرون   [النحل:72]. قال ابن كثير: أي يسترونها ويضيفونها إلى غير الله تعالى.

كحال قارون عندما نسب النعمة إليه، قال تعالى عنه  إنما أوتيته على علم عندي       [القصص:78]. فكانت عاقبته:  فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين   [القصص:81].

ثم تأمل موقف نبي الله سليمان عليه السلام وقد رأى عظيم فضل الله عليه وما سخره له، قال تعالى:  فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر   [النمل:40].

وذكر العبد لربه عند النعمة يكون بألا يرد سائلا ولا ينهر يتيما، قال تعالى:  فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر وأما بنعمة ربك فحدث   [الضحى:8-11].

2- وعند القوة: فلا تتعاظم في نفسك وأنت الضعيف أولك نطفة قذرة وآخرك جيفة مذرة، وأنت ما بينهما تحمل العذرة.

تذكر قدرة الله عليك إذا دعتك نفسك إلى الظلم فذكر الله تعالى تثاب عليه وتأمل في موقف رسول الله  يوم فتح مكة وكلمة من رسول الله  تطيح برؤوس الذين آذوه وقتلوا أصحابه وصدوا عن سبيل الله سنين طوال ولم يتركوا وسيلة أو أسلوبا إلا واستخدموه، ((وقف المصطفى  ونادى في أهل مكة: ما تظنون أني فاعل بكم، قالوا: خيرا أخ كريم وابن أخ كريم، فقال عليه الصلاة والسلام: اذهبوا فأنتم الطلقاء))([11]).

ورأى النبي  أبا مسعود وهو يضرب غلاما له، فقال: ((يا أبا مسعود اتق من هو أقدر عليك منك عليه، يقول أبو مسعود: فالتفت فإذا رسول الله غاضب، فقلت: هو حر لوجه الله يا رسول الله، فقال: عليه الصلاة والسلام: والله لو لم تقلها لمستك النار))([12]).

3- وعند المصيبة: فلا تنسينك أنك عبد مملوك لمالك هو الله جل جلاله وأنه سبحانه حكيم، فعليك بلزوم الأدب عند المصيبة في:

أ- عقلك: بأن تحسن الظن بربك:  وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون   [البقرة:216].

ب- في لسانك: فلا تنطق إلا بالحمد والإقرار بأنك ملك لله سبحانه وأن المرجع إليه لا إلى سواه:  الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون   [البقرة:156].

ج- وفي جوارحك: فلا شق ولا لطم: ((ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية))([13]).

فلزوم العبد الأدب عند المصيبة ذكر لله عز وجل.

4- عند الشهوة: فلا تطغى شهواتك على دينك وعقلك، فلا تستطيع كبح جماح نفسك عن الحرام للحديث: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ...، - ومنهم - رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله))([14]).

فإذا ملك العبد زمام نفسه فقد ذكر ربه فهذا يوسف عليه السلام وقد اجتمعت الدواعي الكثيرة لإتيانه الفاحشة فقال:  معاذ الله   [يوسف:23].

5- وعند بيعك وشرائك: فلا يقودك جشعك إلى الحرام وعدم المبالاة بمشروعية كسبك أو حرمته للحديث: ((كل لحم نبت من حرام فالنار أولى به))([15]).

فحذرك ألا يدخل جوفك الحرام هو ذكر لله عز وجل تثاب عليه.

وأما موقف العبد من الذكر:

فإن للذكر آدابا ينبغي على العبد أن يلتزم بها عند الذكر ومن ذلك:

انتهاء الجوارح عن الفواحش: ذلك لأن المقصود من الذكر تزكية الأنفس وتطهير القلوب وإيقاظ الضمائر قال تعالى:  وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر  [العنكبوت:45].

وسأل مكحول ابن عمر  عن قوله تعالى:  فاذكروني أذكركم   [البقرة:152]. فكيف بالزاني والفاسق إذا ذكر ربه؟ فقال ابن عمر : إن الزاني والفاسق إذا ذكر ربه ذكره الله بلعنته حتى يسكت.

وعائشة رضي الله عنها تقول: (رب قاري للقرآن والقرآن يلعنه) فإذا ذكر آية فيها اللعنة على الكافرين أو الظالمين أو الكاذبين وهو كذلك فقد لعن نفسه.

الخشوع والتأديب: قال تعالى:  إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم   [الأنفال:2]. حيث يستشعر عظمة رب العزة والجلال الذي بيده ملكوت كل شيء، والذي يقول للشيء كن فيكون، خالق الخلق أجمعين، يستشعر تقصيره وتفريطه وغفلته وذنوبه وهو العبد الحقير للحديث: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ... - ومنهم-  ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه بالدموع))([16]).

انخفاض الصوت مخافة وطعما: قال تعالى:  واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين  [الأعراف:205].

حيث يستشعر العبد قرب ربه منه، وسماعه سبحانه، وعلمه فهو سبحانه:  يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور   [غافر:19].

فإنما هي مناجاة، وخفقات قلوب، ممزوجة بدموع الانكسار والندم.

لزوم المأثور فإنه أنفع وأبلغ: فأدعية وأذكار المصطفى  إنما هي مفاتيح لخزائن رحمه الله، والإتيان بالمفتاح المناسب للباب المعلوم أيسر في حصول المراد.

الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

عام جديد يتحقق به احلامك وامانيكم

عامٌ تلوح شمسه برحيله يذهب محتضناً لحظاتنا بعيداً عن عامنا القادم
ليهدينا وصايا آخر العام ..!
إن أبقوا في علواً وسمواً...علقوا قلوبكم بمن يستجيب لمنجاتكم..
تمسكوا بسنة حبيب أمته وسيروا علي خطاه لتحلوا الحَياة بأعوامكم
كل عامٍ وأنتم إلي جنة الفردوس أقرب ،،،كل عامً والبسمة أملً يغمر محياكم
لم يبقي سوى أياماً معدودة على وداعٍ هـذا العام ..!
عامُ تشاركنا فيه الأفراح والأتراح،، و الكثير من مشاعر المحبة و الإعتزاز والتقدير لكل من كان حولنا و بقربنا من أهلنا وغيرهم ...
عامٌ غُمرنا في طيات أيامه بأجواء أيمانيه ولحظاتَ جميلة و أخرى مؤلمة وذكرياتَ مؤرقة...
هاهي الثواني تنسل من ثقوب العُمر لترينا رحيل عامٍ يجر معه أحداثة ولحظاته
التي لن تعود أبداً
ليقبل عاماً آخر بأجمل و أنقى لحظاته!!
ليغمر قلوبنا أنساً وسروراً ملون بأروع الألوان ليطيب وجع الموجوع و ينير السعادة في نفوسنا لنجمع فيه حطام الخيبة والأسى لنصوغها أملاً يتوج أيامه و شهوره ،،وتوبةً خالصة لرجاء مغفرة من الله ونيل غفرانه
هكذا نهيئ أرواحنا لعامً جديد!!
عامٌ نطوي فيه صفحاتَ الماضي بأحزانه وانكِساراته..لنفتح أجمل الصفحات بأرقي الأمنيات وأحلام تنشأ في مخيلتنا بأمل أن تتحقق وأن تبتسم لك الحياة بأجمل مافيها...
عامٌ يقبل لنفتح الستار .. لنصادف أقدارأً مؤنسة و أخرى مؤلمة،،
" وحكاياتٌ جميلة ,, و ملامح بريئة ملموسة "
عامٌ محاط بأعمالنا وطاعاتنا ومقادير اجآلنا...
لتكون توبة ناصحة ورجعة صادقة يغسل بها ما مضي وما هو مقبل
لقوله تعالي [[ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ] سورة النور13
لنعلم أن عامنا هذا هو الحاضر الذي يطرق باب حياتنا ليقبل علينا ..
لنودع كل ماضٍ أليم لنصنع طريقاً مزهراً تفوح أزهاره بربيعٍ أزهى و أبهى ...
هاهي الآن الدقائق تتثاقل و تلوذ الثواني بالبقاء ،،و لكن لن تبقي طويل لتنساب برياح الرحَيل
لينتهي كل شئ لنتمتع بفرحة البدأ لحياة أسمى وأرقى ..
عامً يمضي و آخر يقبل وهكذا ينقضي العمر
لنؤمن أن لاشى سوف يبقى وكل شئ سوف يأتي يوماً لينقضي سواه عز وجل
لقوله تعالي [[كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَإنٍ - وَيَبْقَى وَجْهُ رَبّكَ ذُو الجَلَلِ وَالإِكرَامِ]] سورة الرحمن 25



الاثنين، 22 ديسمبر 2014

وصايا نبوية 14

نِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا تَقَاطَعُوا وَلا تَدَابَرُوا وَلا تَبَاغَضُوا وَلا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثِ لَيَالٍ " .

الدعاء الجامع

دعاء عائشة رضي الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: عليك بالجوامع الكوامل قولي: ((اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله. وما علمت منه وما لم أعلم وأسألك الجنة وما يقرب إليها من قول وعمل. وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، وأسألك من الخير ما سألك عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم، وأستعيذك مما استعاذك منه عبدك ورسول محمد صلى الله عليه وسلم. وأسألك ما قضيت لي من أمر أن تجعل عاقبته رشداً برحمتك يا أرحم الراحمين).


الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

الاخلاق


ستغدوا حياتك أجمل

يبعد الله الأشياء عنك فتبكي كثيراً فقدانها
تنظر لغيرك وتتسائل بماذا أنت أقل منهم، لماذا أنت بالذات لم يكتب لك أن تكون سعيداً ، لماذا تُحرم من كل ما تتمناه وتحلم به .. تصل بك الأفكار أحياناً لأماكن غريبة ، تقودك للتفكير بطريقة تشائمية ، تعتقد أنك منحوس وأن هذا قدرك الذي كتب عليك ..
تؤمن بأن لحظات الفرح لم تكتب لك وأن كل شيء سينقلب لحزن في النهاية
حين تفكر بهذه الطريقة لا تستغرب أن يحدث تماماً ما تفكر به ، نعم إن االله عند ظن عبده ..
إن ظن به سوءاً ، سيجد في طريقه الحزن والهم 
وإن ظن به خيراً سيجد أن الله أعطاه الخير كله كما أراده بالضبط
لكن كي تستحق الخير سيختبرك الله أولاً ، ستواجه بعض العقبات والإختبارات
إن نجحت بها ستحصل في النهاية على ما دعوت الله لأجله
أما إن تغلبت هذه العقبات عليك ، ستكون قد فشلت في الإختبار وأسأت ظنك بالله . . حينها لا تبكي حزناً على ما منحك اياه الله ، بل حزناً على ما منحته وقدرته أنت لنفسك !
حاول أن تؤمن بأن فقدانك لشيء تحبه ليس دائماً سيء
ربما وجع فقدانه أخف من الوجع الذي كان سيصيبك منه !!
أنت لا تعلم بالغيب لكن الله علآم الغيوب وبالتأكيد فإن ما يختاره لك سيكون الأفضل ..
لذا إصبر ، دع طاقاتك الإيجابية تحيط بك
دع الإيمان ينير دربك ويقودك للصواب
إجعل ثقتك بالله كبيرة ، تذوق راحة التوكل على الله
ستغدوا حياتك أجمل ،وستصبح وتنام على أمل
آمن بالجمال .. تجده حولك
آمن بالخير . . يحيطك من كل الجهات
آمن بالله ، ولن تحزن .